الخميس، 29 مارس 2012

المشايخ


تشكلت الصورة الذهنية لعلماء الدين  في أذهاننا على أكثر من صورة و طبعا ً هنا تبرع أدوات التشكيل الجهنمية الممثلة في السينيما و المسرحيات و الصحف و المجلات و المناهج الدراسية و البرامج التلفزيونية و المسلسلات و المواقع الإلكترونية ومجمل وسائل ( الإعلام ) المكونة لوعي الجماهير .

هذه الأدوات المملوكة اسميا للعوام وفق نظام الحكم في مصر إلا أنها و بحرفية عالية جدا ً استطاعت أن تكون صورة ذهنية لرجال الدين ( سلبية طبعا ً ) وفق متغيرات الساحة .

فوعيي البسيط يطالعني على فيلم تجد فيه الشيخ ( الموانس ) للعمدة و هو يقول ( و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ) حتى يقنع الفلاح الفقير على تطليق زوجته ليتزوجها العمدة المفتري ... و ينسى الفيلم و تفاصيله كلها و تتبقى هذه اللازمة عالقة في الأذهان 

ثم تطالعنا صور أخرى عن دجالين أو مشعوذين أو مندوهين دراويش يقولون أي كلام في أي حاجة إما للنصب أو للخروج خارج الواقع .

و أخرى تحدثنا عن مشايخ منافقين الدين وسيلة لهم لكسب الأموال أو النساء أو المناصب المختلفة ،      و طبعا ً لا تخلوا الصورة من أعمال عن مشايخ كبار توثيقا ً لحياتهم و تاريخهم .
و لكن إذا سألت أحد عن الفقيه تظهر صورة في ذهنه أنه الشخص الريفي القادم من التجمعات النائية التي لا تعرف معنى التقدم أو المدنية و الذي عادة تبهره أضواء المدينة و ينقلب بعدها إلى ( الموانس ) للسلطة  المنافق في سبيل ( المال أو النساء أو المنصب ) .

و على الرغم من وجود قنوات دينية كاملة و مجموعة من الدعويين على مختلف المدارس الفقهية إلا أن المسلك الذي يتخذونه لا يقصد بنفس الحرفية إلى تكوين ( الصورة الذهنية للفقيه المسلم ) .

فمن الشيخ الجليل محمد حسان ، يعقوب ، الدعاة عمرو خالد و مصطفى حسني و معتز مسعود هؤلاء دعاة و مشايخ أفاضل أفادوا الأمة على الرغم من اختلاف مدارسهم و اختلاف خطابهم الدعوي ، إلا أنه لا يزال العمل غير ممنهج و هناك شبه تنافس بين المدارس الفقهية على من الأصل و الأصوب .


هناك استثناءات لهذا الأمر و هو العلامة الدكتور زغلول النجار و هو نموذج وقدوة استطاع بفضل الله عليه أن يجمع بين الدين و بين العلم المادي و ترجمته في صورة ملموسة أمام الأعين .
و على الرغم من أن هناك تحفظات على مقارنة الكشوفات المادية بالقرآن لأنها متغيرة و الأدوات مهما بلغت من تطور فهي قاصرة و بالتالي كل لحظة هناك جديد و بالتالي نقارن بين فرضية و حقيقة و هو أمر لا يستقيم ، إلا أننا في واقع ( مادي )

فعند بدء الرسالة كانت أداة الدعوة اللغة فالعرب بارعون في اللغة و متخيلين تماما ً للصور البلاغية في القرآن الكريم و بالتالي فالعلم يصل إليهم مباشرة بعكسنا نحن الآن فنحن ( موكوسين ) في اللغة و تخيلنا ( مهبب ) و نقتنع أكثر بالأمور المادية ، و طبعا ً هذا لا يعني أننا نهمل اللغة كأداة أولى و رئيسية للتعلم .

كما أن نظام تعليمنا حتى الأزهري منه لا يهدف إلى تخريج الفقيه العالم الذي هو رمز المجتمع قدوة الشباب ، الفقيه الذي قد يكون طبيبا ً أو مهندسا ً أو عسكريا ً أو فلكيا ً أو إقتصاديا ً ... هذا ما أحلم به  فإيماني أن نهضتنا من هنا بإذن الله .

السبت، 17 مارس 2012

العرب في عيون يابانية - منقول

تقديم :
=======
لاحظ هو قال العرب و لاحظ أن الأغلبية الساحقة من العرب مسلمين ، و لاحظ أن الكاتب ياباني
اقرأه للنهاية ومعك علب من المناديل
=====================

النص الأصلي موجود في :

http://www.maganin.com/content.asp?contentid=18654


صدر مؤخراً كتاب ولم يلفت الانتباه بشكلٍ كافٍ، وهو كتاب الياباني (نوتوهارا) حول "العرب من وجهة نظر يابانية"؛
يكتب (نوتوهارا)، بعد أن تعرف على العالم العربي منذ العام 1974 وزار العديد من بلدانه وأقام فيها لفترات، انطباعاته المحايدة عن هذا العالم. ومن اللافت أن أول ما يقوله عن عالمنا العربي: "أن الناس في شوارع المدن العربية غير سعداء، ويُعبر صمتهم عن صرخة تُخبر عن نفسها بوضوح". وهو يُعيد هذا الشعور إلى غياب العدالـة الاجتماعيـة، لأنها أول ما يقفز إلى النظر. وهذا ما يؤدي في نظره إلى الفوضى. كما أنه يُلاحظ كثرة استعمال العرب لكلمة "ديموقراطية"، وهذا لا يُعبر سوى عن شيء واحد: عكسها تماماً، ألا وهو القمع وغياب الديموقراطيـة. ولهذا القمع وجوه عِدة: منع الكتب، غياب حرية الرأي وحرية الكلام وتفشي ظاهرة سجناء الرأي.

ويُشير (نوتوهارا)، كمراقب أجنبي، أن العالم العربي ينشـغل بفكرة النمط الواحد، على غرار الحاكم الواحد؛ لذلك يُحاول الناس أن يوحدوا أشـكال ملابسـهم وبيوتهم وآرائهم. وتحت هذه الظروف تذوب اسـتقلاليـة الفرد وخصوصيتـه واختلافـه عن الآخرين. يغيب مفهوم المواطن الفرد وتحل محلـه فكرة الجماعـة المتشـابهـة المطيعـة للنظام السـائد.

وعندما تغيب اسـتقلاليـة الفرد وقيمتـه كإنسـان يغيب أيضا الوعي بالمسـؤوليـة: عن الممتلكات العامـة مثل الحدائق أو الشـوارع أو مناهل المياه ووسـائل النقل الحكوميـة والغابات (باختصار كل ما هو عام) والتي تتعرض للنهب والتحطيم عند كل مناسـبـة...
ويجد (نوتوهارا) أن الناس هنا لا يكترثون أو يشعرون بأي مسؤولية تجاه السجناء السياسيين؛ الأفراد الشجعان الذين ضحوا من أجل الشعب، ويتصرفون مع قضية السجين السياسي على أنها قضية فردية وعلى أسرة السجين وحدها أن تواجه أعباءها. وفي هذا برأيه أخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية. يُعطي مثلاً عن زياراته الخمس لمدينـة تدمر في سوريا دون أن يعرف أن فيها سجناً مشهوراً، وهو حتى الآن لا يعرف موقع هذا السجن بسبب الخوف الذي يُحيط به بالطبع. فعند السؤال عن سجن ما يخاف الشخص ويهرب، وكأن الأمر يتعلق بسؤال عن ممنوع أو محرم...!!!
الخوف يمنع المواطن العادي من كشف حقائق حياته الملموسة، وهكذا تضيع الحقيقة وتذهب إلى المقابر مع أصحابها.
الناس في العالم العربي "يعيشون فقط" بسبب خيبة آمالهم وبسبب الإحساس باللاجدوى أو اليأس الكامل، وعدم الإيمان بفائدة أي عمل سياسي.
في العالم العربي يستنتج الشخص أفكاره من خارجه، بينما في اليابان يستنتج الناس أفكارهم من الوقائع الملموسة التي يعيشونها كل يوم، وهو يتابع: في مجتمع مثل مجتمعنا نُضيف حقائق جديدة، بينما يكتفي العالم العربي باستعادة الحقائق التي كان قد اكتشفها في الماضي البعيد. والأفراد العرب الذين يتعاملون مع الوقائع والحقائق الجديدة يظلون أفراداً فقط ولا يُشكلون تياراً اجتماعيا يؤثر في حياة الناس.

يُشير هنا إلى التجربة اليابانية التي عرفت أيضاً سيطرة العسكر على الإمبراطور والشعب وقيادتهم البلاد إلى حروب مجنونة ضد الدول المجاورة انتهت إلى تدمير اليابان. وتعلم الشعب الياباني أن القمع يؤدي إلى تدمير الثروة الوطنية ويقتل الأبرياء ويؤدي إلى انحراف السلطة.

"لكن اليابانيين وعوا أخطاءهم وعملوا على تصحيحها وتطلب ذلك سنوات طويلة وتضحيات كبيرة، وعوا أن عليهم القيام بالنقد الذاتي قبل كل شيء وبقوة. الإنسان بحاجة إلى النقد من الخارج ومن الداخل مهما كان موقفه أو وظيفته الاجتماعية أو الهيئة التي ينتمي إليها، إن غياب النقد يؤدي إلى الانحطاط حتى الحضيض".

وهو يكتب: "كثيراً ما وُجهت بهذا السؤال في العالم العربي: لقد ضربتكم الولايات المتحدة الأمريكية بالقنابل الذرية فلماذا تتعاملون معها؟ ينتظر العرب موقفاً عدائياً عميقاً من اليابانيين تجاه الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن طرح المسألة على هذا النحو لا يؤدي إلى شيء، علينا نحن اليابانيين أن نعي أخطاءنا من الحرب العالمية الثانية أولاً، ثم أن نُصحح هذه الأخطاء ثانياً. وأخيراً علينا أن نتخلص من الأسباب التي أدت إلى القمع في اليابان وخارجها. إذن المشكلة ليست في أن نكره أمريكا أولاً؛ المشكلة في أن نعرف دورنا بصورة صحيحة ثم أن نُمارس نقداً ذاتياً من دون مجاملة لأنفسنا. أما المشاعر وحدها فهي مسألة شخصية محدودة لا تصنع مستقبلاً.

في اليابان، بعد الحرب العالمية الثانية، "مد الياباني يده إلى الأمريكي يطلب مادة متوافرة عند الآخر. وقتئذٍ كان شعورنا غير واضح، فمن جهة لم يكن عاراً علينا أن نأخذ ممن يملكون ولكن من جهة ثانية، لم تكفّ نفوسنا عن الاضطراب والتوتر الداخلي، والشعور بالحرج، عرفنا معنى أن لا نملك ومعنى الصدام بين ثقافتين أو الاحتكاك بينهما".

يُشير المؤلف إلى الكاتب المصري يوسف إدريس الذي تعرف على المجتمع الياباني وكان يتساءل دائماً عن سر نهضة اليابان وتحولها من بلد صغير معزول إلى قوة صناعية واقتصادية، إلى أن حدث مرة أن راقب عاملاً فيما هو عائد إلى فندقه في منتصف الليل يعمل وحيداً وعندما راقبه وجده يعمل بجد ومثابرة من دون مراقبة من أحد وكأنه يعمل على شيء يملكه هو نفسه. عندئذ عرف سر نهضة اليابان؛ إنـه الشـعور بالمسـؤوليـة النابعـة من الداخل من دون رقابـة ولا قسـر. إنه الضمير أكان مصدره دينياً أو أخلاقياً. وعندما يتصرف شعب بكامله على هذه الشاكلة عندها يمكنه أن يُحقق ما حققته اليابان.

ومن الأمور التي لفتت نظره في مجتمعاتنا، شيوع القمامة في الشوارع، مع أننا نُعد أنفسنا من أنظف شعوب العالم ونتباهى أن صلاتنا تدعونا للنظافة..!! فهل يقتصر مفهوم النظافة على الشخص والمنزل فقط لقد دُهش (نوتوهارا) مرة عندما زار منزل صديق له في منطقة تُعاني من سوء نظافة شديد كيف أن الشقة كانت كأنها تنتمي إلى عالم آخر. الناس هنا لا تُحافظ على كل ما هو ملكيـة عامـة، وكأن الفرد ينتقم من السـلطـة القمعيـة بتدمير ممتلكات وطنـه بالذات.

وتدعم دراسة أخرى هذه الملاحظات، فيظهر لدى الكبار في السن من العرب توجهاً أوضح لتعليم أطفالهم احترام كبار السن، والحاجة إلى تحصيل حياة أفضل واحترام الذات، بينما تتأخر قيم أخرى مثل المسؤولية والاعتماد على الذات وتقبل الآخرين (وهي التي وضعها عرب أمريكا في أعلى سلم خياراتهم). وتُبين هذه الدراسة إعطاء أهمية كبيرة للدين في كل من الأردن والسعودية والمغرب ومصر، أي أكثرية العرب! فيجد المصريون والسعوديون أن تعليم الدين يُعد أهم قيمة لتعليم الأطفال. كذلك اختار المغاربة تعليم الدين والطاعة ليمنحوهما أعلى درجات، وكانت قيمة احترام الذات من أدناها".

والمشـكلـة ليسـت في تعليم الدين بالطبع، لكن سـؤالنا متى لم يكن تعليم الدين أولويـة في عالمنا؟ وما دام الأمر كذلك فلماذا نحن على هذه الحال؟ وأين القوى والحِـس بالمسـؤوليـة والضمير الديني بينما يتفشـى الفسـاد إلى هذه الدرجات المخيفـة المشـكلـة إذن كيف يتم تعليم الدين وعلى أي قيم دينيـة يتم التركيز؟
ومن المشاكل التي نُعاني منها، ويُشير إليها (نوتوهارا) ما يُسميه الموظف المتكبر يكتب: "يواجه الياباني في المطار الشعور بالإهانة أمام طريقة تعامل الموظفين مع المسافرين وإيقافهم بأرتال عشوائية وتفضيلهم السماح لبعض الشخصيات المهمة بالمرور أمام نظر جميع المسافرين". وهذا الأمر لا يواجه الياباني فقط بل يواجهه كل مواطن عربي غير مدعوم بواسطة أو معرفة موظف ما. كذلك يندهش الأجنبي من مسألة الغش المتفشية في بلادنا، ويُشير إلى غش موظفة مصرف تعرّض له في تبديل العملة، فهو لم يفكر بعدّ النقود بعدما استلمها واستغرب أن تسرقه وهي كانت لطيفة معه ومبتسمة!!
مرة طلب منه موظف مبلغاً من المال في مطار عربي، فأعطاه إياه معتقداً أنه رسوم، لكن نقاش زميل للموظف وتوبيخه له جعله يعتقد أن في الأمر سوء استخدام وظيفة. لكن بعد ذلك ترك الموظف زميله ومشى دون أن يفعل أي شيء. إنه الصمت المتواطئ ـ لا دخل لي ـ الذي يؤدي إلى غياب أي رقابة وإطلاق الحرية للفاسدين. لذا لا نعود نُدهـش عندما يسـرد لنا كيف عرض عليـه موظف متحف شـراء قطع آثار قديمـة! لكنـه كياباني لم يسـتطع أن يُصدق كيف أن موظفاً اختاره وطنه ليحرس آثاره يخونـه ويخون شـرفـه وتاريخـه ويبيع آثاراً تركها أجداده منذ آلاف السـنين...!!!
ويروي على لسان صديق له ياباني وله وجه مبتسم كيف أنه لما مرَّ أمام منزل مسؤول صفعه الحارس ظناً منه أنه ربما يضحك عليه. موظف السفارة اليابانية قال له: "أشكر ربك أنه اكتفى بصفعك"!، يرى في ذلك تواطؤا غير مبرر ولا يليق ببعثة أجنبية. وأكثر ما يُثير دهشة كاتبنا الياباني اعتياده على أن رئيس الوزراء الياباني يتغير كل سنتين لمنع أي شكل من أشكال الاستبداد، فالحكم الطويل يُعلم الحاكم القمع، بينما في البلاد العربيـة يظل الحاكم مدى الحياة...!!!

الحاكم العربي يتمتع بامتيازات ما قبل العصور الحديثة واستثناءاتها. ومهما كان الفرد استثنائيا فإن مهمات قيادة الدولة أوسع من أي فرد استثنائي. فالحاكم عنده مهمة أكبر من الإنسان العادي بينما قدرته محدودة. الفرد الذي يفشل في تحمل مسؤوليته يُغيّر ويُحاسب. والحاكم مثل أي مواطن آخر، فهناك مساواة فعلية أمام القانون، ويُعطي مثال سجن رئيس وزراء ياباني واعتقاله كأي مواطن ياباني عندما اكتشف ضلوعه في فضيحة (لوكهيد). لا شيء يحمي الفرد إذا كان مذنباً. ومع ذلك نجد أن ابنته الآن عضو بارزة في البرلمان، مما يعني أنه لم يحل ذنب والدها في وصولها بكفايتها إلى ما هي عليه.

إن أكثر ما أثار دهشته كيف أن الحاكم العربي يُخاطب مواطنيه: بـ "يا أبنائي وبناتي!" الأمر الذي يُعطيه صفة القداسة وواجب طاعته. وهو بهذا يضع نفسه فوق الشعب وفوق النظـام والقانون، ويحل محل الأب ويتخذ صفة الإله الصغير.

أما عن تعاملنا مع أطفالنا، فهو يُشير إلى وجود الاعتداء الجنسي ـ الذي لم يُفصّله نظراً إلى حساسيتنا تجاه الموضوع ـ واكتفى بلفت النظر إلى مسألة ترك الأولاد في الشوارع من دون رقابة الأهل. لا يمكن في فرنسا أو أي بلد مماثل رؤية أولاد في الشارع من دون مرافقة بالغين. ناهيك عن شيوع استعمال الضرب في المدارس وسماع بكاء الأطفال.

ربما يجعلنا ذلك نتأمل في أنفسنا ونقوم بنقدها على نحو جذري كي نعرف مكامن الخلل في قيمنا وسلوكنا ونظامنا التربوي ولكي نُحاول اللحاق بمتطلبات عصر لن يقف منتظراً أن نجهز لدخوله، فليس كل الحق على... الأمريكان أو الطليان...
تلخيص وترجمة: منى فياض

الجمعة، 9 مارس 2012

يا واد يا مخلَص


كنت بتكلم مع واحد صاحبي عن واحد في الجامعة يعرفه واد إيه ممتاااااز ، مجتهد دحيح نشيط يقعد في المحاضرة زاي الصقر و ممكن من جدعنته تجيله ( ماسدج ) من واحد من اصحابه تقولله  لو سمحت اكتبلي اسمي في الغياب ، و لأنه ( جدع بجد وصاحب صاحبه ) يكتب  .

صاحبنا ده عشان دحيح وقت الإمتحانات إيه بقى مقلكمش ( يظبط ) اصحابه 
و لإن قلبه ميت ممكن يكتب لهم بإيده كمان .

و حكى لي عن واحد تاني سويق طلقة متحركة على أربع عجلات مشكلة على الدركسيون ياويله يا سواد ويله إللي يزعله ويزنق عليه  ... شوف بقى يامان يخده في ضهره و يضرب فرامل مرة واحدة أو يزنقه و يطلعه فوق الرصيف و لو هرتل أكتر يسحبه وراه و يلبسه في لوري قدامه  .
=============
آه منها حدوتة المفاهيم
==========================================

الأولى تزوير و التانية غش و التالتة إفساد في الأرض وقتل عمد .

الأحد، 4 مارس 2012

مفهومات بحاجة إلى مراجعة

ما يلي نقلته بالكامل من كتاب "  نظرات في مسيرة العمل الإسلامي " للإمام محمد الغزالي رحمه الله
و هو موجود على الرابط

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_umma.php?lang=A&BabId=14&ChapterId=14&BookId=208&CatId=201&startno=0


نقلته بالكامل على طوله إلا أنه يحتوي على فائدة كبيرة
أتركه لكم لتقرأوه
===============================


ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً ) (النساء:66 )

إن نهوض المسلمين وتقدمهم، وردم فجوة السقوط الحضاري التي يعانون منها، واختصار فترة التخلف التي ما تزال تتسع بشكل رعيب، مرهون إلى حد بعيد بإعادة فهمهم للإسلام، وإدانة الكثير من المفهومات التي استغلقت في أذهانهم، وأظلوها بمظلة الإسلام، فأورثت الكثير من التواكل، والعجز، والقعود، وانطفاء الفاعلية، والنكوص عن إدراك شروط النهضة، وفهم سنن الله في الآفاق والأنفس، وحسن تسخيرها وكيفية التعامل معها، وتسييرها دافعة عجلة الحضارة، مؤديه وظيفة عمارة الأرض على الصورة التي أرادها الله: كما أورثت تمزيق الرؤية الإسلامية الشاملة، وتقطيعها إلى أبعاض وتفاريق، يعيشها مسلم اليوم عاجزاً عن النظرة الكلية الشاملة، الأمر الذي أفقده التوازن النفسي، الذي يمكنه من وضع الأمور في نصابها وإعطائها ما تستحق من الحيّز والمكانة في سلم الحياة الإجتماعية، ذلك أن فقدان التوازن النفسي يقود بالتالي إلى ما هو أخطر، يقود إلى عملية الانكسار أمام المجتمعات والمباديء غير الإسلامية، وعدم القدرة على التعامل معها، ومن ثم هدايتها، فيكون الانسحاب من المجتمع وتكون السلبية وبعض الممارسات الخاطئة، والانخداع بأن هذا هو الفهم السوي، الذي لا فهم سواه ولا يعدم صاحب هذه النظرة الجزئية القاصرة عن الرؤية الشاملة العاجزة عن الإدراك الكامل، أن يجد بعض الآيات التي يقطعها عن سياقها، ويجردها، عن أسباب نزولها، يبرر بها موقفه، ويسوغ سلوكه، وقد يحدث الوجه الآخر لفقدان حالة التوازن النفسي والاجتماعي، بسبب من النظرة الجزئية هذه، ويحدث الذوبان في المجتمع، وإعلان العجز، وافتقاد القدرة على التغيير، وانطفاء الفاعلية، والاستسلام للواقع، باسم الواقعية ورفع شعار: (إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون ).. ويذهب في تفسير القدر إلى صور ما أنزل الله بها من سلطان، صور تغتال العمل، وتقتل الأمل، وتعطل موازين الثواب والعقاب، وتسوي بين المجاهد والقاعد، فالواقع على عوجه وفجوره لا يخرج في نظره عن أن يكون قدراً من الله، لا يجوز مواجهته وتغييره، وأن أية محاولة في هذا السبيل تعتبر محاربة لقدر الله، ولو أراد الله غير هذا لبدّل الواقع !!

يرى أنه لا يخرج عن كونه ريشة في مهب الريح، هكذا بهذه البساطة وهذا التصور المحزن، وهذا الفهم العليل يضرب بفهم الرسول القدوة صلى الله عليه وسلم للقرآن، وبسنته العملية في البيان، وبكل الإنجازات الحضارية التي قدمها المسلمون، على مختلف الأصعدة والمستويات، عرض الحائط، ليصبح فهمه هو للإسلام الذي تشكل من خلال مكوناته النفسية، وإمكاناته العقلية، وثقافته الجزئية، وظروفه الاجتماعية، هو الحجة، وهو البنية ولو أدى ذلك إلى التعسف في تفسير الآيات وفهم الأحاديث وتطويعها لتوافق هواه..

ذهاب العلم

ونستطيع أن نؤكد مطمئنين أن فهمنا للإسلام الذي نحن عليه، والذي نرى صوره وآثاره السلوكية هنا وهناك ـ إلا من رحم الله ـ يغاير فهم الصحابة.. والإسلام هو الإسلام، ولعل في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يرويه زياد بن لبيد ما يدل دلالة واضحة على ما نحن عليه:

أخرج الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجة بإسناد صحيح، من حديث زياد بن لبيد قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، فقال: (وذاك عند ذهاب العلم ) قال : قلنا يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن، ونقرئه أبناءنا، وأبناؤنا يقرئونه أبناءهم، إلى يوم القيامة؟ فقال:

(ثكلتك أمك يا لبيد، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون مما فيهما بشيء ).. وفي رواية: ( أوليست التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى فما أغنى عنهم حين تركوا أمر الله ).

فهل انتقلت إلينا عدوى علل أهل الكتاب حذرنا الله من السقوط فيها والانتهاء إليها؟!!

من هنا فإننا لا نغالي، ولا نجافي الحقيقة، عندما نقول: إن مشكلة المسلمين اليوم لا تخرج عن كونها مشكلة ثقافية بالمفهوم الشامل لمصطلح الثقافة، وإن كل مظاهر الأمراض التي نراها، وصور التخلف التي نعيشعها، لا تخرج عن كونها أعراضاً لمشكلتنا الثقافية، وهنا يتجدد الطريق ويتوحد الحل، وذلك بمعالجة المشكلة الثقافية وتصويب المسار الثقافي، وتنقية عالم أفكارنا من كل دخيل وعارض، والتخلص من المناخ الثقافي غير الإسلامي الذي يقطع رؤيتنا الإسلامية ويمزقها، ويمارس ضغوطه المختلفة علينا فيشوه نظرتنا، ويخرج مقياسها الذي يمكَّننا من التحكم بالمعطيات الحضارية، ويمنحنا القدرة على الأخذ والترك، ويُعجزنا أن نكون في سوية القدرة على الرؤية القرآنية والاستجابة لها..

إن المناخ الثقافي غير الإسلامي، الذي تشكل بسبب من الغزو الفكري، والذي كان من أخطر آثاره: تدمير الرؤية الإسلامية الشاملة، والانتهاء بنا إلى صور من الممارسات الفاقدة للبصر والبصيرة، وحسن الدراية والفقه، ورسم المداخل الصحيحة للواقع الذي نعيشه، وتحديد موقعنا منه وامتلاك الوسائل المناسبة لحسن التعامل معه، وإيصال دعوة الله إليه.. هو الذي يتحكم في رؤيتنا الإسلامية وممارستنا العملية.

استحضار البعد الإيماني الغيبي

ونريد هنا أن ننبه إلى أمر، نعتبر الانتباه إليه على غاية من الأهمية، ذلك أننا لا نعني بقولنا: إن مشكلة المسلمين اليوم هي مشكلة ثقافية، وما نعاني منه لا يخرج عن كونه مظهراً لها، أن مشكلة المسلمين مفتقرة إلى وجود فلسفة، أو الحصول على معرفة بقراءة كتاب معين، أو الاطلاع على كتاب في الأحكام الفقهية، أو بعض المصطلحات والقدرة على استعمالها بعيداً عن التربية الميدانية والتدريب على المعاني الإسلامية والمجاهدة والجهاد، وإنما الذي نعني بالقضية الثقافية التي تشكل بمجموعها مشكلة المسلمين: استقامة النظرة،وانضباط المنهج، وسلامة الممارسة، وحسن الفقه والدراية لواقع المجتمع، والمساهمة بصياغته صياغة إسلامية، وتقويم الأفكار المعوجة وتحصيل الإرادةالعامة، واستعادة الفاعلية التي ولدها الإيمان وسددتها التقوى ليصبح ذلك روح الأمة وضميرها، وهاجسها الدائم، وقوتها اليومي، وعدم اقتصار ذلك على فرد أوفرد أو جماعة في عالم المسلمين ..

المقصود بالثقافة هنا: الممارسة الإسلامية واستحضار البعد الإيماني الغيبي في العقيدة والحركة ، والضابط الأخلاقي الموجه الصحيح لسلوك الإنسان في الممارسات، وليس العلم بالشيء فقط والقعود عن السلوك والممارسة، ذلك أن العلم على أهميته وضرورته عن أن يكون بعض جوانب القضية..

إن مشكلة الثقافة لا تضم في مفهومها قضية الأفكار فحسب، وبذلك ينقلب العمل للإسلام إلى نادٍ فكري أو تجمع سياسي (أيديلوجي ) أو قطاع فلسفي،وإنما هي تشمل قضايا أعم من ذلك بكثير، إنها تعني فيما تعني: أسلوب الحياة في مجتمع معين، والسلوك الاجتماعي الذي يطبع تصرفات الأفراد في ذلك المجتمع، والتدريب العملي اليومي على ذلك، وتوازن الأبعاد في الإنسان المسلم وتوازي الخطوط للشخصية الإسلامية وعدم تقاطعها، إنها مجموعة العناصر الجوهرية في بناء الفرد والمجتمع..

الثقافة هي الجو والمناخ الذي يمتص فيه الفرد تلقائياً عناصر معينة فينطبع بها سلوكه وتوجهه الفكري، فيندفع إلى إتقان العمل وحسن الأداء، وديمومة البحث والتعرف على سنن الله في الآفاق لتسخيرها وحسن التعامل معها، وسننه في الأنفس لتربيتها وتوجيهها وتغييرها صوب الهدف الإسلامي الواحد، وقد يخطر ببال بعضهم أننا بذلك نريد مزيداً من الكتب نضيفها إلى المكتبة الإسلامية المترعة بالمفيد وغير المفيد، أو مزيداً من القراءة والمدارسة النظرية فقط بعيداً عن الممارسة والتربية الميدانية، أو يشتم من وراء الكلام توجهاً تربوياً أو خطاً تربوياً مقابلاً لغيره، يأتي كرد فعل لواقع معين، أو نريد للعمل الإسلامي أن ينقلب إلى مدرسة فكرية، والذي يدفع إلى هذا التصور هو عدم القدرة على الرؤية الكلية والعيش على صورة جزئية يعتبرها البداية والنهاية، ويعجز عن إدراك ما سواها مما قد يكون من مكملاتها.

والذي نريد أن يكون واضحاً ابتداءً: أننا نحاول أن نتلمس الطريق من خلال الحقائق الإسلامية والتربية الإسلامية والرؤية الإسلامية الشاملة والتربية العملية في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة.. إلى جانب استحضار العبرة من التجارب الإسلامية الكثيرة.

إن هذا التمزيق وهذا التجزىء والتقطيع في الرؤية الإسلامية مرفوض، وهو الذي يقبع وراء الكثير من معاناتنا، إننا لا نريد أن ينقلب العمل الإسلامي إلى مجموعة سواعد فقط يمكن أن تستخدم كوقود في معارك لا يكون للإسلام فيها نصيب، ويسهل خداعها بالبرق الخلبي أو بالفجر الكاذب، ووضعها في موقف حرج يسهل توظيفها واحتواءها، ولا نريد أن ينقلب العمل الإسلامي إلى ساحة استرخاء فلسفي، واجترار نظري، ومعارف باردة، وفقه أوراق ، وإيثار للراحة .

إعادة تشكيل الرؤية الإسلامية

إن المقياس والميزان الذي يحكم أعمالنا وأقوالنا هو ميزان الإسلام، وليس سلوك فرد أو جماعة أو مؤسسة مهما كان عنوانها كبيراً، ولا يمكن لأحد اليوم من القادرين على النظر والتبصر، الناظرين إلى مواقع العمل والجهاد في العالم الإسلامي، وبعض صور التضحية الرائعة التي تقدم النفس والمال، وتستسهل في سبيل الله كل شيء، وتستهين بالدنيا والتي يمكن أن تنتسب في إخلاصها وتضحيتها إلى عصر الصحابة والتابعين، لا يمكن لأحد أن يتهمها بعدم الإخلاص بعد هذا الذي قدمته، وإنما تبقى المشكلة كل المشكلة بالقدرة على الصواب والتصويب وتحقيق الشروط الفنية، وحسن الاستفادة من هذه الطاقات ووضعها في مكانها الذي هو مسؤولية القائمين على العمل الإسلامي، للأخذ بيد المخلصين في الطريق الصحية، وترجمة هذا الإخلاص إلى مردود إسلامي يكون في مصلحة الإسلام والمسلمين.

وهنا نرى أنفسنا مضطرين إلى العودة أكثر من مرة إلى إيضاح مظهر من مظاهر القضية الثقافية نعاني منه على أكثر من مستوى، ونظن أنه يأتي في مقدمة المشكلات التي تجب معالجتها ومطاردتها، ونحن في الطريق إلى صياغة الفرد المسلم، وإعادة تشكيل الرؤية الإسلامية الشاملة.

إن الهروب من بحث المشكلة والتستر عليها عليها، أو عدم إعطائها ما تستحق من المدارسة والدرس، والإيضاح والتدريب والأضواء الإضافية، يعني أول ما يعني: القبول بواقع المسلمين، ومواقع نشر الدعوة والعمل الإسلامي؛ وهذه تتلخص في السؤال التالي:

هل الانتماء للإسلام أم للجماعات والمؤسسات؟ وهل الالتزام بالأفكار أم بالأشخاص؟ ..

إن هذه القضية لا تعتبر مشكلة من الناحية النظرية، ولو كان ذلك كذلك لكان بالإمكان الحصول على الجواب الصحيح بسهولة، لكنها تبقى مشكلة على مستوى الممارسة والتطبيق، وكثيراً ما استهلك المسلمون من أوقاتهم وجهودهم تاريخيا، ولم تكن المشكلة التي يعانو ن منها مشكلة أفكار وإنما كانت مشكلة الاختلاف على أشخاص وظفت لها الأفكار وفصلت عليها الأحكام، وامتلأت الساحة الإسلامية بكثير من الإقطاعات البشرية والولاءات الشخصية كانت السبب الكبير في التدمير والقيل والقال وضياع العمر وذهاب الأجر .

الرشد الإنساني

ولا شك عندنا أن الانتماء للإسلام والالتزام بالمنهج، والطاعة المبصرة ، ضرورة لسلامة الطريق، ودليل الرشد الإنساني والحصانة الأكيدة ضد صور الإحباط والانكسار التي يمكن أن تلحق بالجيل نتيجة الانتماء للأشخاص، والعدول عن الانتماء للإسلام، وأن المطلوب إسلامية الإلتقاء مع الأشخاص على المنهج الصحيح والافتراق عليه (.. ورجلان تحابا في الله، اجتمعا على ذلك وافترقا عليه )؛ فالقيم الإسلا مية ثابتة معصومة، والأشخاص أعراض زائلون، والأحياء لا تؤمن عليهم الفتنة، وإن ميزان الكرامة: التقوى والعمل الصالح، وإن الذي يهمنا ويشكل المخرج الصحيح من مأساتنا هو: الحكم على العمل ومدى انطباقه على المنهج الإسلامي والقدرة على تمييز الخطأ والصواب، وإعطاء العلامة للأعمال وليس للأشخاص، والالتزام بالأدب الإسلامي عند وجود الخلاف..

فالأشخاص يقاسون بالمنهج الإسلامي والقيم الإسلامية، ولا يقاس الإسلام بهم مهما علا شأنهم، والذي يمثل محل الأسوة والقدوة بالنسبة للمسلم هو المعصوم عليه الصلاة والسلام..

وكل البشر يخطىء ويصيب ، ويؤخذ من كلامه ويرد إلاّ المعصوم صلى الله عليه وسلم، وهذا في نظرنا يشكل الضمانة الأكيدة لسلامة العمل واستمراره وسداده.. ذلك أن المشكلة في التصور الإسلامي الآ ن، كما يبدو أننا قد نصل في تقديس الأشخاص إلى العصمة عن الخطأ ـ إلى مرحلة الملائكة ـ فإذا تكشف لنا شيء من الخطأ ـ وهذا أمر طبيعي وكل ابن آدم خطاء ـ أنزلناهم فوراً إلى مرحلة الشياطين.. لذلك يقتصر التعامل في نظرنا إما مع ملائكة لا تخطىء أو مع شياطين جبلت على الخطأ والخطيئة !! أما التعامل مع البشر الذي يخطىء ويصيب، والقدرة على إبصار الصواب والخطأ وإعطاء كل أمر علامته، وعدم بخس الناس أشياءهم، فهذا لا يزال غائباً عن حياة بعض مسلمي اليوم.. والله تعالى يقول: (ويل للمطففين ) وبعضنا يظن أن التطفيف إنما يكون في الميزان والكيل فقط..

إن القيم معصومة وثابتة، كما قدمنا، والأشخاص أعراض زائلون وبشر خطاؤون، وقد تسقطهم أخطاؤهم، وقد يسقطهم أعداء الإسلام بوسائلهم الماكرة التي تتوجه أول ما تتوجه للدعاة لتحطيمهم، وذلك بإساءة سمعتهم، وقد تستطيع احتواء بعضهم وتوظيفه لسبب أو لآخر من رغبة أو رهبة، وقد يسقطون من تلقاء أنفسهم لأن القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولا سبيل إلى الحصانة ضد صور الانكسار والإحباط والتمزق إلا الالتزام بالقيم، والاعتصام بالكتاب والسنة، فهو الطريق الذي يبعث الأمل، ويدفع إلى العمل، ويقضي على اليأس والقنوط.

إن الالتقاء مع الأفراد والجماعات والمؤسسات والحكومات وسيلة وليس غاية بحد ذاته، الغاية تبقى دائماً: إرضاء الله ولا يجوز بحال من الأحول أن تنقلب الوسائل غايات أو تتلبس الوسائل بالغايات.. فيصبح شعارنا: خطأ الشيخ خير من صواب المريد !! كما قدمنا، وتسود مناخنا الثقافي الإسلامي مفهومات مغلوطة.. وتتوقف عملية المناصحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي صانت الرسالة الإسلامية والأمة الإسلامية في تاريخها الطويل من الانحراف، وحملتها على الولاء للمنهج وعدم التحريف والشذوذ الجماعي والعثرات المردية على طريقها الطويل، وحفظت القادة والزعماء والدعاة والمفكرين والعلماء من الافتتان بالرأي، والإعجاب بالنفس، والانزلاق بالخطأ، كما حفظت الأمة أن تقع فريسة لشذوذ أو تطرف أو غلو أو تعثر أو تمزق.

أهمية الرقابة العامة

هذا وقد تختلط قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمناصحة في بعض الأذهان اختلاطاً يكون من تلبيسات الشيطان، فتوهم أنها تتعارض مع مصلحة الإسلام أو جماعات المسلمين في عصر من العصور.. فيسود الإرهاب الفكري ويضمن الشيطان استمرار الانحراف ومتابعة الإنزلاق .

ولو أخذ المسلمون في اعتبارهم في الماضي أن حسبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تؤدي إلى إحداث تشويش أو اضطراب في الصفوف، وكفوا عن التنبيه عن الزلل والخطأ باسم وحدة الصف أو وحدة الأمة، لا نقطع المؤشر الحيوي، وهذا الضابط اللازم لكشف التيارات البعيدة عن هذا الدين باسم الدين، واختفاء كثير من الحقائق الإسلامية عن ساحة التصور الإسلامي السليم والثقافة الإسلامية الرشيدة..

إن التستر على الأخطاء باسم المصلحة العامة وحفظ الكيان، والتوهم بأن النصحية لأئمة المسلمين وعامتهم تودي إلى البلبلة والتمزق أمر خطير، وتكون محلاً للّعن الذي قصه الله على لسان الأنبياء لبني إسرائيل.. قال تعالى:

(لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكرفعلوه لبئس ما كانوا يصنعون ) (المائدة:78).

لذلك يبقى تصويب الخطوة وصوابها هو الأصل في نظرنا، وذلك مهما كانت مساحتها محدودة، وسيرها بطيئاً أن نكون على المحجة البيضاء النقية، ونستفرغ جهدنا في الإعداد والاستعداد، والبذل والعطاء، مستشعرين الأبعاد الإيمانية والأخلاقية لحركتنا وسيرنا وسلوكنا، أمناء على انتقال القيم الإسلامية صافية سليمة للجيل القادم، فقد يستبطىء بعضنا ثمرات الصواب ويقتضيه الاستعجال السير بخطوات عريضة، وقد يتجاوز بعض الحواجز الإسلامية، ويتساهل ببعض الضوابط الأخلاقية الإيمانية بوفرة النتائج وتحقيق المصلحة ودرء المفسدة وارتكاب أخف الضررين، ويظن في بعض المراحل أنه قادر على ذلك فيدع المركب السهل المشروع إلى المركب الصعب غير المأمون..

وبعد: فهل نصغي من جديد إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

(الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )..

وقد يكون المطلوب الآن وأكثر من أي وقت مضى: العودة إلى تجديد الفهم للإسلام، واستبدال الممارسة للحياة الإسلامية..

[ربيع الآخر: 1403 هـ كانون الثاني (يناير): 1983م]

=======================================
هذا الكلام من 30 عام تقريبا ً

الجمعة، 2 مارس 2012

برسيل للدماغ



كنت أجلس في يوم مع أحد الأصدقاء و دار حوار حول نظرية داروين و كيف أنها تلاقي دعما ورواجا ومؤيدا و أثناء حوارنا سألني سؤالا ً عابرا ً عن صورة الإنسان البدائي الأول فتخيلوا معي ماذا تكوَّن في مخيلتي ؟؟؟؟

رجل بذقن كثيفة و أشعث يرتدي فرو أو جلد نمر و ممسك بعصايا و يعدو خلف صيد لم أتبينه و من بعيد هناك حلقة لنار و أطفال و نساء حافيين و نصف عرايا !!!


توقفت مع نفسي للحظة ....

أخ ...

مش الإنسان الأول ده هو سيدنا آدم ( أبو البشر ) الذي خلقه الله بيده ؟ و علمه الله ( الأسماء كلها ) و عرضها على الملائكة و لم يكن لديها علم ( أي أنه أيضا كان على علم و الذي علمه  الله رب العالمين  ) .

يبقى الصورة إللي مسيطرة عليها و مُرسخة هي حصاد ( للأفلام ) التي ترسخ ( للتطور المادي ) الذي كنت أهاجمه في البداية .

و تأملت بعمق و توقفت عن الكلام مع صديقي ( تقريبا ً قلبته )

يا ترى فيه كام صورة زاي كدة موجودة في دماغي أكيد دماغي محتاجة برسيل .