الخميس، 5 أبريل 2012

شعب الله المختار


بديهي جدا ً أن يتبادر إلى أذهاننا ( اليهود ) أو ( بني إسرائيل ) عند ذكر ( شعب الله المختار ) ، فبني إسرائيل يخاطبهم الله عز وجل في أكثر من موضع بأنه ( فضلهم ) على العالمين و ذلك في مضمون حديثه لهم و تذكيره لهم بفضله ونعمه التي عددها عليهم ثم يكرهم بعدها بأنهم عصوه و كفروا به وفعلوا المنكرات و كذبوا عليه و إلى آخره من معاصي و كفر اليهود .
ولكن ألم يلحظ أحدكم أن فكرة ( شعب الله المختار ) تتكرر و لكن بطرق و بأشكال مختلفة ؟

فعندنا في مصر نرى بوضوح أن مصر ( فجر الحضارة – أم الدنيا – كنانة الله في أرضه ) و أن شعبها ( لا يشق له غبار عندما تتاح له الفرصة و الإمكانيات ) و أننا من طينة ( أخرى ) غير طينة ( الأرض ) فنحن ( شعب الله المختار الذين يكسر على أيديهم أعدائه ) و المحسودين و المحقود عليهم من الكرة الأرضية و من كواكب المجرة بأسرها .
الأمر لا يتوقف على مصر و المصريين و الحقيقة أن هذه النعرة المبالغ فيها هي نعرة ( ساداتية ) كانت من أدوات إلهاء دهماء الشعب المصري عن المقاطعة العربية بعد إتفاقية السلام و العزلة التي فرضها العرب على الحكومة المصرية ( إرضاء ً ) لشعوبهم ثم عادوا بعدها إلى الحكومة المصرية و ياليتهم ما قاطعوا ووقفوا في وقتها لكان الأمر اختلف و لكن هذا ما حدث .
فقبل الحقبة الساداتية كان هناك ما هو أشد منها و هو النقاء العرقي الذي اتبعه ( أدولف هتلر ) للسيطرة على دهماء الشعب الألماني و إقناعه بالحرب ضد الكون كله و قد كان و دفع هتلر حياته و الألمان جزءا من كبريائهم إلا أنهم عادوا ... ( و إحنا لسة ) .
والآن وفي عصر المادة الطاغية نجد حولنا شعب مختار جديد و هو الحكومة الأمريكية التي تفرض دينها على العالم كله إبتداءا ً من تسليحه حتى الحياة السريرية بين الزوجين و تحديد نوع الجنين و لم لا فهم يملكون الماء و الهواء و الأرض ( و نحن لا نملك إلا الدعاء ) .
و يأتي الدور على مسلمي الحاضر المنتشر بينهم الإسلام بالوراثة ، المتناحر ( علمائهم ) على الزعامة ، الضامرة نفوسهم ( لأحقاد ) دفينة أسبابها الأساسية ( إلهائهم ) عن كل شيء  و سجنهم بإرادتهم في دوائر مختلفة منها الفقر الترف على حد سواء ، الزعامة و القوة الوهمية و ما إلى ذلك و كلها أجزاء من مسرحية هزلية مخرجيها باقتدار يجعلون كل فرد يلعب دوره بحرفية عالية .
ولزوم الفلفل و البهارات تخرج لنا بعض المؤلفات مثل البروتوكولات و الماسونياتو الفشنكيحيات و هي أمور موجودة و لكن هناك ما هو أخطر هو ما نحن فيه و نعيشه .
هنا لا أقصد التباكي و لكني ألفت النظر إلى حديث شريف صغير في العبارات كبير في المعنى ( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) ، و قبلها الآية القرآنية الكريمة ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ      ﭥ  ﭦ  ﭧ   ﭨ  ﭩ  ﭫ  ﭬ   ﭭ  ﭮ  ﭯ  ﭰ  ﭱ  ﭳ  ﭴ    ﭵ  ﭶ  ﭷ  آل عمران: ١١٠
فيا أمة محمد لا وجود لشعب مختار بالوراثة ، لنكون خير أمة علينا بالإيمان و العمل الصالح فكيف تدعون أنكم شعب الله المختار و أنتم تكذبون و تدلسون و جاهلون و يأكل قويكم ضعيفكم خائنون ومنافقون و مزيفون و مرتشون و في النهاية تتوضأون و تصلون و بعد الصلاة تنمون وتغتابون تصومون و بعد المغرب على العرايا أنتم تنظرون تعملون نصف ساعة لتملؤا البطون تستهلكون كل شيء و تدعون ببجاحة أنكم شعب الله المختار ( خير أمة للناس و تفعل كل المنكرات هيهات )  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أأمركم الله و رسوله بهذا ؟ أفيقوا يرحكم الله ... لنكن الوارثين و نأخذ تركتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق